اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أي محاولة
لفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا باستخدام مقاتلات إف 16 وصواريخ باتريوت من
الأردن ستنتهك القانون الدولي.
جاء هذا التصريح بعد رفض واشنطن فكرة فرض منطقة حظر جوي في
سوريا لمساعدة مقاتلي المعارضة، على لسان مساعد مستشار الأمن القومي
الأميركي بن رودس الذي قال إن "فرض هذه المنطقة أخطر وأصعب في سوريا عما
كان عليه الوضع في ليبيا".
إلا أن صحيفة فورن بوليسي نشرت خريطة لـ 23 موقعا عسكريا ينبغي ضربها
لفرض منطقة حظر جوي في البلاد التي تشهد نزاعا مسلحا راح ضحيته وفقا لآخر
الإحصائيات أكثر من 93 ألف قتيل.
ووفقا لذات المصدر قام سلاح الجو السوري ما بين115-141 ضربة جوية شهريا
خلال الربع الأول من هذا العام مستخدما طائرات دلفين التدريبية L-39، وهي
تشيكوسلوفاكية الصنع، ومروحيات من تصميم الاتحاد السوفيتي طراز مي 8، ومي
17، ومي 24.
وقد تكون هذه الأسلحة قديمة إلا أنها أحدثت فرقا في أرض المعركة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة المسلحة.
وتظهر الخريطة مواقع عسكرية في ريف العاصمة دمشق، وريف مدينة حلب، وريف مدينة حماة، وريف الرقة ودير الزور والسويداء.
وعن ذلك قال كريستوفر هارمر، من معهد الدراسات الحربية، إن الدفاعات
الجوية المتطورة لدى الرئيس السوري بشار الأسد هي دفاعات ثابتة ما يجعلها
هدفا سهلا لهجمات مسلحي المعارضة.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز وخبراء آخرين يستعد الأميركيون لتسليم أسلحة
خفيفة وذخائر لكن ليس صواريخ أرض-جو يطالب بها مقاتلو المعارضة للتصدي
لطيران القوات الحكومية السورية.
كما تحدثت صحيفة وول ستريت جورنال عن أن الرئيس الأميركي باراك أوباما
أمر وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بالتنسيق سرا مع الدول الحليفة
التي ترسل مساعدات غير فتاكة للمعارضة.
وسيتصدر الملف السوري مواضيع مجموعة الثماني الذي ينعقد الاثنين في
المجمع الفندقي الفخم لوخ آرن في الريف الإيرلندي الشمالي، حيث ستسنح فرصة
أمام أوباما ونظرائه الغربيين لبحث هذه المسألة وجها لوجه مع الرئيس الروسي
فلاديمير بوتن، الحليف الرئيسي لنظام الأسد.
وصرح المستشار
الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف في موسكو أن "بوتين وأوباما سيتحدثان عن
تطبيق المبادرة الروسية الأميركية الرامية للتحضير لعقد مؤتمر دولي في جنيف
سعيا لإيجاد حل للنزاع السوري".
واتهم البيت الأبيض الخميس الماضي، وللمرة الأولى، النظام السوري
باللجوء إلى أسلحة كيماوية منها غاز السارين في نزاعه مع مقاتلي المعارضة،
واعدا بتقديم مساعدة عسكرية إلى هؤلاء.
لكن موسكو شككت في اتهامات الولايات المتحدة لدمشق، داعية واشنطن إلى على عدم تكرار الخطأ الذي ارتكبته في العراق قبل 10 أعوام.