بحث
جدنا على الفيس بوك
مشاركه
تصويتنا
قائمة الموقع
اقسام المدونه
طب وصحه [77] | كمبيوتر وانترنت [25] |
غرائب وطرائف [13] | سفر وسياحه [5] |
البيئه والتنميه [10] | معلومات تهمك [13] |
الهواتف الذكيه [13] | منوعات [19] |
عالم السيارات [8] |
جديد المدونه
ضفدع ينقذ فأرا من الغرق |
الصحة السعودية: إصابة جمل بفيروس كورونا |
تصحيح تقديرات تقرير عن تغير المناخ |
كلية بيولوجية تُعيد الأمل لمرضى القصور الكُلوي |
شرب الماء والشاي الأخضر يساعد على تنظيف الكبد وتنشيطه |
تعرَّف على جزيرة سقطرى اليمن |
التهاب المسالك البولية في الأطفال الأعراض والعلاج |
تويوتا تسحب 33 ألف مركبة لعيب بالمحرك |
معرض ديترويت يكشف عن أكثر من 18 سيارة لأول مرة |
أغذية تؤدي إلى اصفرار الأسنان |
أرشيف السجلات
الاكثر مشاهده
مدونة الموقع » سفر وسياحه » تعرَّف على جزيرة سقطرى اليمن
0:07 AM | |
تعد جزيرة سقطرى اليمنية من
المحميات الخاصة لأشكال الحياة الفطرية الطبيعية النادرة في العالم, حتى أن
العلماء يعتقدون أن أنواعاً كثيرة من الأشجار والكائنات الحية لا تنمو في
أي مكان آخر خارج أرض الجزيرة. ففي هذه الجزيرة البكر الكثير من النماذج الفطرية السليمة لحياة الكائنات التي لم تلوثها تقلبات الزمن وطبائع البشر, بل وأنها نموذج أصلي لقصة إتصال حضارية فطرية بين سيرة إنسان وجزيرة, بدأت مع بداية الحياة على وجه الأرض. ولعل من سقطرى الجزيرة وسقطرى المجتمع الكثير والكثير من العبر والعظات التي يمكن من خلالها التذكير باستحقاقات اليمن الوجبة في ذمة أبنائه للحفاظ على الإتصال الفطري السليم مع العقيدة والوطن, لكي يعم الأمن والسلام في أرض اليمن بحراً وشحراً ونجداً وقعراً, وسنحاول في هذا الإستطلاع استخلاص ولو الجزء اليسير من هذا النموذج الفطري السليم لسقطرى الجزيرة والمجتمع. الموقع
والمناخ:
قبل الغوص في ثنايا مخزون الجزيرة الطبيعي والبشري لا بد من التعريج أولاً على بعض المعلومات التعريفية عن الجزيرة تمهيداً لتكوين صورة شبه مكتملة عن الجزيرة الواقعة في الجهة الجنوبية للجمهورية اليمنية قبالة سواحل المكلا على بعد حوالي 318 كم, بين خطي طول 35-19 و 54-33 شرق خط جرينتش ودوائر العرض 128-42/12 شمال خط الاستواء. فهي بهذا الموقع تمثل أهمية إستراتيجية كبيرة في الخارطة السياسية والبيئية العالمية كونها تقع في ممر الملاحة البحرية الدولية الذي يربط بين قارات العالم وتمر عبره أغلب السفن المحملة بالبضائع والسلع خصوصاً السفن والبواخر المحملة بالنفط, كما أن موقعها الجغرافي شمال خط الاستواء جعل مناخها يتسم بالمدارية والخصوصية المتنوعة في السهل والجبل أعطاها تنوع بيئي بري وبحري فريد على امتداد المساحة الجغرافية للأرخبيل المكون من جزر سقطرى وعبدالكوري وسمحة ودرسة وعروق فرعون بمساحة تبلغ 3652 كم2. الإنسان السقطري: منذ الوهلة الأولى التي وطأت أقدامنا أرض الجزيرة خالجنا شعور إيجابي قوي لا أرادي نحو أهلها وذلك من خلال طبيعة ملامحهم المتصفة بالبساطة وكذا من خلال حفاوة استقبالهم لنا, فالإنسان السقطري يمثل أحد أهم الركائز الأساسية المكونة للجزيرة, وأحد مميزاتها الجميلة كونه يتسم بالبساطة والطيبة والكرم والميل فطرياً للسلم ونبذ العنف والتعصب والمظاهر المسلحة. فمن النظرة الأولى يتولد في ثنايا الأحاسيس للزائر للجزيرة شعور دافئ جميل ينم عن مدى روعتهم وطيبهم وتألفهم فيما بينهم ومع إي إنسان آخر من خارج الجزيرة. ويتفق الجميع وبما لا يدع مجالاً للشلك في أن كل زائر وطأت قدماه أرض هذه الجزيرة البكر خالجه هذا الشعور الطيب والانطباع الجميل عن سكانها. حيث يعتمد سكان أرخبيل سقطرى بقسميها الساحلي والداخلي على الصيد والرعي, فيعتبر الصيد هو سكان المصدر الرئيسي لدخل المناطق الساحلية والذي يعتمدون عليه كلياً في ذلك, فيما يعتمد سكان المناطق الجبلية الداخلية على الرعي وتربية الأغنام في دخلهم, فهاتين الحرفتين هما المصدر الرئيسي لدخل سكان الأرخبيل البالغ عددهم كما أوضح الأخ سالم دهق علي مدير عام مديرية حديبو 47 ألف نسمة وفقاً لتعداد 2004م, إلا أنه أشار إلى أن هذا العدد غير صحيح وأنهم أكثر من ذلك بكثير لجملة من الأسباب منها أن من قام بهذا التعداد أشخاص ليسوا من سكان الجزيرة ركزوا فيه على المناطق الساحلية وتركوا المناطق الجبلية الداخلية الوعرة للجزيرة التي لم تصلها الطرق في ذلك الحين والتي تحتوي على أعداد كبيرة من السكان, ونحن نستشهد من بكثير من الشواهد بأن عدد سكان الجزيرة قد يزيد عن المائة ألف نسمة من خلال كميات التموين الذي يصل إلى الجزيرة مقارنة بكمية الاستهلاك, بالإضافة إلى أن هناك شاهد أخر نستشهد به يتمثل عدد الطلاب البالغ 16 ألف طالب. الزهراء السقطرية: الزهراء السقطرية علم من أعلام جزيرة سقطرى وقد اشتهرت في الأوساط الشعبية منذ القدم وتحديداً في العقد الرابع من القرن الثالث الهجري كما يشير أحمد بن سعيد الانبالي في كتيبه الحلل السقطرية في شرح قصيدة الزهراء السقطرية. و ذكر أن اسمها فاطمة بنت أحمد الزاهر وقد اكتسبت شهرتها من خلال قصيدتها الرائعة التي أطلقت فيها صرختها واستنجادها بالصلت بن مالك, وذلك عندما غزا الصليبيون الجزيرة وذبحوا أهلها وواليها القاسم بن أحمد الجهضمي الذي هو قريب للزهراء حيث قالت في مطلع هذه القصيدة. قل للإمام الذي ترجى فضائله ابن الكرام وابن السادة النجب وأبن الجحاجحة الشم الذين هم كانوا سناها وكانوا سادة العرب من خصائص سكان سقطرى: هناك العديد من الخصائص والمميزات التي يتميز بها سكان سقطرى لعل من أشهرها ميلهم الفطري نحو السلم ونبذ العنف, فالإحصائيات الأمنية للجريمة في الجزيرة كما أوضح العقيد سالم عبدالله عيسى مدير أمن الأرخبيل تشير إلى أن مستوى الجريمة في الجزيرة منخفض بشكل ملحوظ ومقتصر على جرائم معينة مثل السرقة والإيذاء البسيط والاعتداء على الممتلكات حيث بلغت خلال العام 2011م 67 جريمة فقط تم ضبطها جميعاً بفضل تعاون المواطنين وسلوكهم الرافض لها بشكل مطلق. فإنخفاض مستوى الجريمة في الجريمة ناتج عن تمتع الإنسان السقطري بالهدوء وحب السلام ونبذ العنف والتعصب, وكرهه الشديد للسلاح واقتناءه, فهذه الخصائص الفطرية مجتمعة كما يجمع عليها كل زائر وباحث ومسئولي الأجهزة الأمنية هي السلاح الحقيقي للمجتمع السقطري التي جعلته يتمتع بحياة أمنه يسودها السلام والسكينة والاطمئنان, التي ما أحوجنا إلى الإقتداء بها لننعم بهذه الطمأنينة والأمن التي ينعم بها المجتمع السقطري. كما أن هناك عدد من السمات والخصائص الأخرى المميزة لسكان سقطرى منها لغة التخاطب فيما بين أوساط السكان المحليين وهي لهجة خاصة مشابهة للهجة المهرية التي هي امتداد للغة الحميرية القديمة. وهناك ميزة أخرى يتميز بها السكان المحليون تتمثل في طريقة السلام فيما بينهم البين عن طريق ملامسة الأنوف. كما أن الكرم والجوج من السمات السقطرية الأصيلة حتى قيل أنه عند الحديث عن الكرم لابد أن تذكر سقطرى وسكانها, فالكرم هو ملح المجتمع السقطرى المرتبط أرتباطاً وثيقاً بطبائعه و حياته اليومية, وقد لمسنا هذه الميزة بأم أعيننا عند تجوالنا في كل الأماكن التي زرناها في حديبو وقلنسية ودكسم ونوجد ...إلخ فقد كنا نستقبل بحفاوة وكرم الضيافة أينما ذهبنا, فالمتعارف والمعمول به لدى سكان الأرخبيل أنهم يكرمون الضيف والواصل إليهم حتى ولو كانت ظروفهم صعبة ولا يملكون من المال شيء. العادات والتقاليد: تمتلك الجزيرة مخزون هائل من العادات والتقاليد المنظمة لطرق حياتهم اليومية والمناسباتية المتوارثة عبر الأجيال, من هذه العادات والتقاليد المتبعة بذكر عادة (السقطة) وهي عادة من عادات الزواج في الأرخبيل شرحها لنا المواطن أحمد خميس العدني أحد مواطني الجزيرة والذي التقيناه لدى حضورنا لعرس سقطري في مدينة قلنسية في ليلة وصولنا للجزيرة, أوضح أن عادة السقطة هي من عادات وتقاليد الزواج في المجتمع السقطري, وتتمثل هذه العادة في أن الفتاة التي ستتزوج لا يتم إخبارها بأنها مقبلة على الزواج أو أن أحداً طلب يدها للزواج ويظل الأمر سراً فيما بين أفراد الأسرة فقط, بعدها يتم أخذ الفتاة من قبل صديقاتها أو أقاربها في رحلة إلى مكان معين, وفي نفس الوقت يتم ترتيب مراسم حفل الزواج (العرس) بعدها يتم إعادة الفتاة إلى البيت مع حلول الظلام وهي ماتزال لا تعرف شيء عن موضوع الزواج عندها تطفئ الأنوار (الفوانيس) ثم يقوم والد الفتاة أو أحد إخوتها بحملها بشكل مفاجئ ويحطها على السرير, يتم بعدها تزينها ونقشها بالحناء وتطييبها عندها تدرك الفتاة بأنها ستتزوج, ثم تبدءا مراسم العرس طوال الليل و تتقاطر فرق الضيوف مرددين الأهازيج والزوامل والموالد, الذين تقدم لهم وجبة العشاء التي هي عبارة عن أرز مع لحم الأغنام. من عادات وتقاليد الإنسان السقطريوأشار العدني إلى أن السقطة من العادات السقطرية المتبعة في الزواج حتى الآن إلا أن السرية وعدم إخبار الفتاة بأنها مقبلة على الزواج كان في العادات في الماضي, أما الآن فيتم إخبار الفتاة قبل أن يتم الذهاب بها في رحلة مع صديقاتها أو أقاربها. ومن الأمور التي لاحظناها من خلال مشاركتنا في العرس أن العرس السقطري يتميز بأن الضيوف والمشاركين فيه يشكلون حلقة دائرية يتبادلون فيها القصائد بشكل أغاني ترددها الفرق عادتاً ما تبدءا بدان دان, يقول الشيخ سلطان سعيد شيخ قبائل المعلي قلنسية الذي صادفناه في العرس أن الزامل من العادات الأصلية المتبعة في الموروث الشعبي السقطري, حيث و أن كل قبيلة تأتي إلى العرس يتم استقبالها وضيافتها بنحر الذبائح عندها تقوم القبلية الضيف بترديد قصيدة على شكل زامل من قبل أفرادها, يتم الرد عليها من القبيلة المضيفة بقصيدة ترحيبية يتخللها رقص وقفز يسمى بالدان وهكذا دواليك كل زامل من قبيلة يقابله رد بزامل من القبيلة الأخرى. كما أن العرس السقطري يتخلله الكثير من الرقص على وقع الطبول بعدد من الرقصات المشتركة للرجال والنساء وأيضاً المنفردة الخاصة بالرجال والنساء كل على حدى, والتي من أنواعها الدان والشرح واللحجي. ويضيف الأخ سالم أحد سكان قرية قاضب الواقعة في الطريق المؤدي من حديبو إلى المطار أن هناك الكثير من العادات المتبعة في الجزيرة منها على سبيل المثال لا الحصر طبيعة ونوع لباس المرأة, فالفتاة العزباء يحظر عليها ارتداء الثياب المزركشة بخيوط لماعة, و التطيب وإستخدام الكحل ولبس الحلي الذهبية وكذا استخدام الحناء في القدمين لتمييزها عن المرأة المتزوجة. الطبيعة في سقطرى: تنقسم الطبيعة في سقطرى إلى عدة أقسام جبلية وبحرية وسهلية, فيها كثير من المناظر الخلابة التي تسحر رأيها بجمال منظرها وتناغم هيئتها الطبيعية البكر التي لم تتدخل يد الإنسان في تنسيقها, فعند زيارتك للجزيرة تجد أن هذا التناغم الجميل بين السهل والجبل والبحر والجزيرة وبما تحتوية من كائنات ونباتات وسواحل وجبال وهضاب يعطيك صورة بديعة مكتملة الأركان والشروط لا يشوبها أي عيب جمالي. فأينما اتجهت في إرجائها سواء في سهلها أو جبلها أو بحرها تصادف الكثير والكثير من الآيات والصور الطبيعية البديعة التي تنفرد بها عن سائر بقاع الأرض, الأمر الذي جعلها محل اهتمام العالم أجمع, وقد تم تصنيفها في المرتبة الرابعة ضمن قائمة التراث الطبيعي البيئي العالمي من قبل الأمم المتحدة. ففي مناطقها الجبلية توجد الكثير من الأشجار والنباتات النادرة التي لا تنمو ولا تتواجد إلا في هذه الجزيرة البكر لعل من أشهرها شجرة القنينة وشجرة دم الأخوين والتي لا تذكر هذه الأخيرة في أي مكان في الأرض إلا وتذكر معها جزيرة سقطرى التي تنفرد وترتبط بها ارتباطا وثيقاً على مر العصور وقيلت فيها الأساطير والحكايات لعل من أشهرها هو حكاية قتل قابيل لهابيل في هذه المنطقة والتي ترعرعت على أنقاض الدماء هذه الشجرة العملاقة العجيبة. فهذه الشجرة المعمرة التي تنمو بكثافة في الأرضي الصخرية على ارتفاع 2000-5000 قدم من سطح البحر تتواجد في (مومي) وأرجاء جبال حجر ووادي (عيهفت) ودكن الشجرتين مشيراً بيده إلى شجرتي (دم الأخوين و الدوقش) وهما بهذا الشكل منذ كان صغيراً, موضحاً أن لشجرة دم الأخوين فوائد طبية كبيرة حيث يتم إستخراج منتجها الذي هو عبارة عن فصوص تتكون من سائل تفرزه جذوع شجرة دم الأخوين, حيث يتم استخراجه بواسطة السكاكين والآلات الحادة, ليتم بيعه في السوق المحلية وكذا تصديره إلى كثير من بلدان العالم لاستخدامه في العلاج. وعندما سألناه عن عدد أنواع الأشجار التي تتواجد في منطقة دكسم أجاب بأن هناك المئات بل الآلاف من الأنواع النادرة وأنه لا يستطيع حصرها, قائلاً وهو يبتسم نحونا حتى أن المسجل الذي نحمله سيكمل قبل أن يستوعب الحديث عن هذه الأشجار لكثرتها. وعموماً أينما سرت في الجزيرة وفي أي إتجاه يممت وجهك نحوه في السهل أو في الجبل في البحر أو الساحل سترى الكثير من عجائب جمال هذه الجزيرة. ففي الجزيرة التي تم تصنيفها من قبل الأمم المتحدة في المرتبة الرابع ضمن قائمة التراث البيئي العالمي تتواجد الكثير من المحميات البرية والبحرية, التي تحتوي على كائنات وأشجار وطيور وأحياء نادرة تشكل في مجملها مخزون طبيعي هائل يظل قبلة الباحثين عن الجمال, والعلم, والمتعة, والاستجمام, والأصالة والطيبة والكرم من جميع أصقاع الأرض قلما يجد المرء لمثلها مجتمعة في أي مكان أخر من وجه المعمورة. يقول الرائد عبدالله موسى مدير الشرطة السياحية بأرخبيل سقطرى وهي الجهة الأمنية المكلفة بحماية الحياة البيئية في الجزيرة والمحميات الطبيعية, وكذا مهمة الإرشاد للسائحين وتوفير الحماية لهم, أن هناك 48 ضابط وفرد يقومون بهذا العملية في 6 محميات برية وبحرية منها محمية ذي حمري البحرية التي تحتوي على كائنات بحرية نادرة وشعب مرجانية وأسماك غاية في الجمال, ومحمية سكند التي تحتوي على حوالي 300 نوع من الأشجار النادرة التي منها شجرة دم الأخوين, وكذا محمية سراهن وغيرها. مشيراً إلى أن أعلى عدد للسواح الأجانب الواصلين للجزيرة كان في العام 2008م حيث بلغ عددهم 4150 سائح من مختلف الجنسيات. شواطئ خلابة: تمتلك الجزيرة شواطئ ساحرة وخلابة غاية في الروعة والنقاء فجميعها صالحة للغوص لم أرى قط مثيلاً لها في كل السواحل التي زرتها طيلة حياتي أو التي رأيتها عبر الوسائل الإعلامية, فعند رؤيتها من الجبل هي لوحة بديعة من النقاء كأنها سجاد حيك بعناية فائقة وزين بألوان متناغمة, فعلى مدى ناظريك من جبالها نحو الساحل ترى مياه مزجت بألوان غاية في الانسجام خضراء وبيضاء وزرقاء وسوداء, فإن اقتربت من شواطئها ستجد أن هناك جاذبية لا إرادية تشدك للغوص فيها حتى ولو كنت لا تجيد السباحة, نتيجة لنقائها الذي يمكنك من رؤية قاع البحر بما يحتويه من شعب مرجانية وأسماك وكائنات بحرية. ففي شواطئ عرر على سبيل المثال والتي زرناها خلال جولتنا تجتمع أربع خصائص من مكونات الجمال المياه الزرقاء الشفافة, والرمال الذهبية الناعمة, والجبل المتاخم للساحل, وينابيع المياه العذبة المتدفقة بغزارة شديدة من شقوق صخرية ملامسة للساحل بشكل مباشر, هذه الخصائص قل ما تجدها في إي مكان أخر من بقاع الأرض. كما أن هناك أماكن مثل محمية ذي حمري البحرية والتي لم نوفق بزيارتها نظراً لقصر فترة مكوثنا بالجزيرة وازدحام جدول الأعمال لدينا, يقول احد الغواصين العاملين في المحمية أن المحمية تحتوي على بدائع فريدة مختلفة من الحياة البحرية التي يقصدها عدد كبير من هواة الغوص والباحثين العلميين من جميع مناطق العالم ففيها شعب مرجانية وكائنات بحرية نادرة غاية في والروعة و الجمال. كما أن سواحل سقطرى هي مقصد للسلاحف البحرية التي تأتي في كل عام خلال شهر مايو لتضع بيوضها على سواحل الجزيرة وكأنها أدركت بالفطرة روعة هذه الجزيرة في أنها أنسب وآمن الأماكن على اليابسة لوضع بيضها, حيث يتوافد إلى الجزيرة سنوياً الكثير من العلماء الباحثين في شئون السلاحف لمراقبتها وإجراء الدراسات عليها. الصيد في الجزيرة: تمثل حرفة الصيد في أرخبيل سقطرى الحرفة الرئيسية لعدد كبير من سكان الأرخبيل الذي تحيط به المياه في البحر العربي والمحيط الهندي, وهي تحتوي على ثروة بحرية كبيرة ومتنوعة من الأسماك والكائنات البحرية الأخرى لعل من أشهرها بين الصيادين خيار البحر والشروخ والجمبري ولكن في الآونة الأخيرة وتحديداً منذ ظهور القرصنة البحرية من قبل القراصنة الصومال وامتداد نشاطهم إلى المناطق المحاذية للجزيرة فقد تأثرت هذه الحرفة في الأرخبيل بشكل كبير وقد قمنا خلال زيارتنا للأرخبيل بجول ساحلية بحرية للتعرف عن كثب على عملية الصيد وأنوع الأسماك وتأثير القرصنة البحرية على هذا النشاط الذي تعتمد عليه شريحة كبيرة من المجتمع السقطري. يقول الصياد محمد عيسى والذي التقيناه في زيارتنا للميناء في منطقة نوجد أثناء ما كان عائد من رحلة الصيد في البحر وبحوزته 3 أسماك من نوع القشر الطعمي التي هي محصول اصطياده لذلك اليوم, قال كنا في السابق نطلع إلى البحر يومياً ونصطاد كميات كبيرة ومتنوعة من الأسماك مثل اللخام والديرك والجحش والعنتر وغيرها والتي تتواجد بكميات هائلة في البحر العربي والمحيط الهندي, ولكن هذه الأيام وتحديداً منذ ظهور القراصنة الصومال أصبحنا نتخوف من الدخول إلى هذه الأماكن الغنية بالأسماك للاصطياد لأن القراصنة الصومال يعتدون علينا ويصادرون قواربنا ويختطفون البحارة, وهو ما أثر على مصدر دخلنا بشكل كبير, مشيراً إلى أنه كان يصطاد الحوت الواحد من الأعماق ويبيعه بمبلغ يصل ما بين 50-100 ألف ريال. أما الصياد شائف والذي التقيناه وهو يعمل في تفريغ البضائع بالميناء أضاف أنه أضطر إلى العمل في عملية تفريغ وحمل البضائع في الميناء نتيجة لسببين رئيسيين الأول يتمثل في أننا نعاني نحن الصيادين أثناء فترة الرياح الممتدة من شهر يونيو وحتى أكتوبر من كل عام والتي يكون في هذه الفترة البحر مضطرب وغير آمن, أما السبب الثاني وهو الأكثر وطأة علينا عملية القرصنة والاصطياد بواسطة الجرف من قبل السفن الأجنبية. كل هذه العوامل مجتمعة وفي مقدمتها القرصنة البحرية من قبل الصومال تمثل تهديداً حقيقياً للصياد في أرخبيل سقطرى كيف لا وهي أرقت وهددت أمن وسلامة الملاحة البحرية الدولية, يقول البحار نوح ناخوذة أحدى السفن (عبري) هندي الجنسية والراسية في ميناء نوجد لتفريغ البضائع والمواد التموينية للجزيرة التي حملتها من المكلا أن القرصنة البحرية من أصعب المخاطر البحرية التي تواجه البحارة وتؤرقهم حيث ونحن نضطر إلى تغيير مسار رحلاتنا البحرية إلى طرق ومعابر أخرى بعيدة نتيجة القرصنة, وقد نجوت ذات مرة من عملية قرصنة بفضل تدخل سفينة تابعة للقوات الدولية كانت بالقرب من المنطقة. وعن جهود الأجهزة الأمنية وشرطة خفر السواحل في الجزيرة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة قابلنا العقيد سالم عبدالله مدير أمن الأرخبيل الذي قال أن القرصنة البحرية وكذا الجرف العشوائي للأسماك والأحياء البحرية من قبل السفن الأجنبية من المشاكل التي تواجه الصيادين في الأرخبيل وتؤثر على أمن وسلامة الملاحة والإصطياد في البحر والمحيط, ونحن نعمل جاهدين بالتعاون مع اللواء الأول مشاة بحري لمكافحتها رغم الإمكانات المحدودة في الآليات والمعدات البحرية, وقد قمنا بضبط عدد من القراصنة الصومال في عمليات مختلفة بالتعاون مع اللواء الأول مشاة بحري, كان أخرها هذا الأسبوع والذي صادف تواجدنا في الأرخبيل حيث تم ضبط 15 قرصاناً صومالياً قبالة سواحل جزيرة عبد الكوري. (القرصنة منهكة في البحر والبر) وأضاف مدير أمن الأرخبيل أن القراصنة يتعبوننا في البر والبحر على حد سوء فبعد ضبطهم نعاني منهم وذلك في عملية توفير الطعام والأدوية والرعاية الصحية والنقل إلى الجهات المختصة في المكلا أو العاصمة نتيجة لعدم وجود محكمة مختصة في هذه القضية. كهف حق : تتواجد في الجزيرة الكثير من الكهوف والمغارات الكبيرة التي تحتوي على نماذج هائلة من التكوينات الفطرية الطبيعية الجذابة التي لابد للزائر للجزيرة أن لا يفوتها وأن يعرج على كهف من الكهوف التي تتناثر على جبال سقطرى والتي من أشهرها وأكثرها صيتاً مغارة حق الواقعة في الجهة الشرقية لمدينة حديبو على بعد حوالي 40 كيلو متر, حيث كانت وجهتنا في اليوم الخامس لزيارتنا للأرخبيل. ففي زيارة الكهف الكثير من المتعة والتشويق رغم مشقة الوصول إليها عبر الطريق الجبلي الوعر التي تتناثر في جنباته الكثير من الأشجار النادرة التي تسحرك بجمال منظرها ولون وردها المتربعة على عروش أشجار الدوقش (القنينة) والتي تنمو عند سفحه بشكل كبير, عموماً كانت استعداداتنا لزيارة الكهف العجيب منذ اليوم الأول من خلال تجهيز كشافات الإضاءة وآلات التصوير والمياه ووجبة الفطور السفري, حيث توجهنا إلى الكهف عند الساعة الخامسة صباحاً نتسابق مع الزمن لنتجنب حرارة الشمس المحرقة, إلا أنها أدركتنا ونحن نصعد الطريق الجبلي لأن الشمس في سقطرى تشرق عند الساعة الخامسة صباحاً. فعند وصولنا إلى سفح الجبل بالسيارة همينا بالإستعداد لصعود الجبل حيث رافقنا أحد شباب القرية الواقعة هناك ويدعى عيسى والتي يعمل أهلها كمرشدين للسياح والزائرين وحراس للمغارة. ضللنا نصعد الجبل نحو المغارة الهائلة ذات البوابة العملاقة يخالجنا الكثير من الشوق الممزوج بالتعب المنهك جراء صعود الطريق الجبلي وحرارة الشمس, سرعان ما تلاشى هذا الشعور المنهك عند أول وهلة حطة بها أقدامنا أمام باب المغارة نلتقط أنفاسنا. فهناك وعند التفاتك إلى الوراء ترى صوراً غاية في الروعة والجمال أجتمع فيها السهل والجبل بأشجاره المتناثرة مع زرقة البحر السقطري بنقائه الشديد هذه الصورة وحدها هي كفيلة بأن تنسيك متاعب الصعود على الطريق الجبلي ولفاحت الشمس الحارقة, حتى أننا لم نشعر بالجوع رغم عدم تناولنا لوجبة الإفطار. ناهيك عما ينتظرك من تشويق وعجائب وغرائب في داخل الكهف المحتوي على بدائع جميلة صنعتها الطبيعة. شدينا الأقدام للدخول إلى الكهف مستعدين بكشافات الإضاءة يتقدمنا الدليل عيسى حيث قابلتنا من الوهلة الأولى لدخول البوابة صوار غابة في الجمال كونتها الترسبات الكلسية بأشكال وأحجام وألون مختلفة في قاعها وجدرانها وعلى سقفها كأنها أبراج شامخة وثريات من الكريستال الفاخر تتدلى في أفخم القصور والقلاع. ظل الدليل عيسى يسير بنا نحو الداخل عبر طريق تحاذيه من الجوانب أوتار وأشرطة عليها علامات فسفورية وضعها السواح لتحديد معالم الطريقة, فكنا كلما توغلنا نحو الداخل نستكشف روائع هذه المغارة الهائلة بواسطة كشافات الإضاءة التي نحملها, فهناك الكثير من التشكيلات الكلسية وأحواض الماء المترسبة التي تكونت في أعماق المغارة عبر الزمن بأشكال هندسية بديعة كأنها غابات أو حدائق تحتوي على ملايين الأشجار, تقلبت عليها الفصول لتعطي أوراقها وأغصانها ألواناً بديعة تميل للحمرة المطعمة بالفضة. كما أن من البدائع التي يحتويها كهف حق والتي سيصادفها الزائر لها تمثالين من الكلس الرخامي على شكل وعلين متعاكسين من ناحية الذيل يقفان بكل شموخ وإباء في وسط الطريق بقعر المغارة, كأن يدي نحات ماهر صنعتهما بكل عناية ووضعتهما في ذلك المكان عن قصد, فسبحان الله لعجائب قدرته. واصلنا السير نحو الداخلي تتبدى من أمامنا ومن فوقنا ومن خلفنا ا وجوانبنا الكثير من الصور البديعة التي رسمتها الطبيعة على جدران وسقف وقاع المغارة حتى وصلنا إلى مكان يتربع فيه حوض ماء تمتد من داخلة في الخلف لوحة رخامية تمتد نحو الأعلى بتشكيلات وتعريجات غاية في الروعة أكسبته بالإضافة إلى الشكل الهندسي للحوض جمالاً منقطع النظير, طبعاً كان حوض الماء هو أقصى مكان وصلنا إليه رغم أن المغارة ما تزال تمتد في الأمام إلى أنها تحتاج إلى خبير قال أحد المرافقين لنا أنه وصل إلى مكان فيه بركة ماء لا أحد يستطيع تجاوزها إلى الجهة الأخرى إلى بالغطس, حتى يستطيع مواصلة السير نحو الداخل, عموماً شربنا من هذا الحوض الذي يحتوي على المياه النقية الباردة وملأنا قناني المياه التي بأيدينا وعدنا أدراجنا نحو باب المغارة, التي لن ينسى زائرها مدى روعتها طيلة حياته. متحف التراث السقطري: من ضمن المعالم السياحية التي توجد في الجزيرة متحف التراث السقطري المتواجد في إحدى القرى الواقعة على الطريق الشرقي الممتد من مدينة حديبو بإتجاه نوجد وعرر, وقد عرجنا عليه في أثناء رجوعنا من مغارة حق, وهو عبارة عن مبنى حجري صغير يحتوي كما قال أحد مرافقينا من سكان الجزيرة لأنه كان مغلقاً أثنا ما مرينا عليه قال أن يحتوي على صور تاريخية متنوعة للأرخبيل قديمة وحديثة, بالإضافة إلى بعض المشغولات الحرفية اليدوية مثل المباخر والأصواف التي يتم صناعتها في الجزيرة, وكذا معرض للملابس والأزياء الشعبية. مشاريع حيوية أثرت في حياة السكان: أنشأت في الأرخبيل منذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في العام 1990م عدداً من المشاريع الحيوية والهامة أثرت بشكل إيجابي على حياة سكان أرخبيل سقطرى, من هذه المشاريع الحيوية والهامة مطار سقطرى الدولي والذي يعتبر المنفذ الدائم للدخول والخروج من و إلى الجزيرة على مدار العام دون توقف, لأن الدخول أو الخروج من الجزيرة عبر البحر يتوقف لأشهر عديدة تبدءا من شهر يونيو وحتى شهر أكتوبر من كل عام بسبب تقلبات البحر الناجمة عن الرياح الشديدة. كما أن شبكة الطرق الحديثة التي تربط بين مدن ومناطق وقرى الجزيرة على امتداد الشريط الساحلي والمناطق الداخلية, لعبت دوراً كبيراً في عملية تسهيل حياة المواطنين في التنقل وتسيير حياتهم اليومية, قال الحاج أحمد نوح أحد سكان المناطق الجبلية وتحديداً منطقة دكسم أن الطريق سهل لهم الكثير من المعاناة التي كانوا يلاقونها سوءا في تنقلاتهم أو في عملية نقلهم للمواد الغذائية مثل الحبوب حيث كانوا يكابدون الكثير من المعاناة في نقلها من حديبو على ظهورهم أو على ظهور الحيوانات, و لكن هذه الطريق سهلت لهم الكثير من هذه المشقات. وقد لاحظنا عند زيارتنا إلى منطقة دكسم الجبلية أن هناك العديد من البيوت الشعبية المنشأة حديثاً والتي هي عبارة عن غرف شعبية من الأحجار يحيط بها سور تتناثر على جوانب الطريق, قال أحد مرافقينا وهو الأخ سالم أنها لسكان من المنطقة كانوا يتخذون من الكهوف مساكن لهم قبل أن تصل الطريق إليهم وقد صعدوا للبناء في جوانب الطريق وتركوا الكهوف لأنها سهلت عليهم الكثير من المعاناة في التنقل ونقل الاحتياجات. كما أن هناك العديد من المشاءات الحيوية والهامة في سقطرى منها ما هو مكتمل أو مازال قيد الإنشاء أو متعثر, في عدد من المجالات مثل الإتصالات والصحة والتعليم, حيث و أن سكان الجزيرة يأملون الكثير من الخير الكثير الذي سيعود عليهم منها, خصوصاً إنشاء الميناء الجديد الذي أجريت الدراسات الكاملة حوله ووعد وزير النقل لدى زيارته للجزيرة بإنشائه, كون الميناء القديم لا يفي بالغرض وهو عبارة عن لسان بحري صغير. المصدر:يمن الواقع+مركز الاعلام | |
سفر وسياحه | مشاهده: 2720 | almegtreb :بواسطة الترتيب: 0.0/0 | الفئة :
Tweet |
إقراء ايضاً :
Registration of your site Directorie list from 1PS.BIZ |
Submission from 1PS.BIZ |
مجموع التعليقات: 0 | |