يمن الواقع

تواجه محافظة البيضاء اليمنية (وسط البلاد) تحديات أمنية خطيرة يشكلها عناصر تنظيم القاعدة، تتمثل في محاولة شن هجمات متعددة تستهدف مقرات أمنية وعسكرية ومرافق حكومية أخرى بغية إسقاط عاصمة المحافظة، غير أن هذه التحديات يقابلها حالة تأهب في صفوف قوات الأمن والجيش، فضلا عن إرسال صنعاء تعزيزات بشرية ومادية للمنطقة.
وبرزت هذه التحديات إلى السطح عقب هجوم شنه مسلحون ينتمون للقاعدة الأسبوع الماضي على مقر أمني في إحدى ضواحي مدينة البيضاء، ما أدى إلى مقتل شرطي وإصابة آخرين ومصادرة أسلحة.

ووقع هذا الحادث بعد يومين من هجوم مماثل على نقاط تفتيش في مدينة رداع بنفس المحافظة، نتج عنه اختطاف 5 جنود، والاستيلاء على مركبات تابعة للجيش .

من جهته كشف مسؤول أمني في البيضاء عن جاهزية قوات الأمن والجيش لصد أي هجمات محتملة من قبل جماعة القاعدة لاستهداف منشآت أمنية وعسكرية وحكومية في المدينة  .

وقال المسؤول في حديثة لـ"سكاي نيوز : "وصلتنا تعزيزات أمنية وعسكرية للمحافظة، تم توزيعها بناء على خطة أمنية".

وأشار إلى أن قوات الأمن بحوزتها معلومات تفيد بجود مخطط لدى تنظيم القاعدة لشن هجمات على مقرات الأمن والجيش لهدفين رئيسيين، الأول يتمثل بتوصيل رسالة للحكومة مفادها استعراض قوة التنظيم، والآخر الحصول على العتاد من السلاح والمال .

ولم يستبعد المسؤول تنفيذ حملة عسكرية ضد عناصر القاعدة في مخابئهم، لاسيما في بلدة الزاهر، حيث يتمركز معظم مقاتلي القاعدة .

وذكرت مصادر في السلطة المحلية لـ"سكاي نيوز  أن "مسؤولين بارزين في الجيش والأمن وصلوا إلى البيضاء للاطلاع على الأوضاع الأمنية".

ودعا محافظ البيضاء، الظاهري أحمد الشدادي، إلى "ضرورة التحلي بالعزيمة واليقظة العالية والمستمرة في مواجهة مخططات عناصر الإرهاب والتطرف من الذين باعوا أنفسهم للشيطان من خلال ارتكابهم لأبشع الجرائم الإنسانية في حق الوطن وأبنائه"، حسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".

 الخوف يسود البيضاء

ويسود الخوف والقلق أوساط سكان مدينة البيضاء نتيجة حالة التدهور الأمني، واستحداث نقاط تفتيش ووجود حركة نشطة لقوات الأمن والجيش في المدينة، بالإضافة إلى تحليق سلاح الجو اليمني فوق سماء المدينة خلال ساعات النهار بشكل يومي منذ أسبوع .

وقال صالح عبده وهو أحد السكان لـ"سكاي نيوز  " نشعر بخوف وقلق شديدين بسبب تدهور الأوضاع، فقبل أسابيع كان هناك تحركات لمسلحين مجهولين في المدينة، لكنهم خلال الأيام القليلة الماضية اختفوا، ونشاهد أطقم عسكرية وأمنية في الشوارع، ترافق مسؤولين" .

واضاف: "الطيران زاد من قلقنا وكأن شيئا ما سيحدث في المدينة ولا ندري بمصيرنا القادم كيف سيكون"؟

وقالت مصادر قبلية إن عناصر القاعدة تتمركز في بلدة زاهر التي تبعد عن مركز المحافظة 13 كم ويحاولون اتخاذها مركزا لشن هجماتهم على عاصمة المحافظة، مؤكدا أن عددهم يقدر بأكثر من 300 فرد يمتلكون أسلحة متعددة .

 وكانت جماعة تنظيم القاعدة استولت على مدينة رداع محافظة البيضاء في منتصف يناير من العام الماضي، لكنها انسحبت بعد مرور نصف شهر مقابل تنفيذ مطالب التنظيم وتتمثل بإطلاق 15 سجينا .

المصدر:سكاي نيوز