يمن الواقع

أفاد مراسل في اليمن بارتفاع ضحايا المواجهات المسلحة بين جماعة الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة شمالي البلاد إلى 25 قتيلاً و160 جريحاً، بينهم 70 في حالة حرجة.
وقال مصدر في اللجنة الرئاسية المكلفة حل الخلاف بين الحوثيين والسلفيين لـ"سكاي نيوز" إن حصيلة ضحايا قصف الحوثيين لبلدة دماج بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة مرشح للارتفاع في ظل عدم سماح الحوثيين بدخول فريق الصليب الأحمر الدولي إلى دماج لانتشال الحالات الحرجة بين الجرحى الذين يقدر عددهم بنحو 70 حالة.

ووصف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، الوضع في دماج بالحرج جداً، في ظل محاصرة الحوثيين للمنطقة.

وقال :"الوضع حرج جداً خاصة فيما يتعلق بأوضاع الجرحى الذين يعانون من قلة الأدوية والمساعدات الطبية، ولذا فإن منع المساعدة الطبية عن الجرحى يجعل أعداد القتلى مرشح للتصاعد".

وأكد المصدر استمرار جهود اللجنة المشكلة من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي رغم كل العراقيل، مشيراً إلى أنه كلما تم تذليل عقبة من العقبات، ظهرت عقبة أخرى.

وذكرت مصادر محلية أن منطقة دماج، مركز السلفيين في صعدة التي يسيطر عليها الحوثيين، تعرضت للقصف لليوم الثاني على التوالي وسط مواجهات شرسة بين الطرفين.

وشن الحوثيون قصفاً عنيفاً صباح الأربعاء على دماج مستخدمين المدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا، بعد أن فشلوا في اقتحام البلدة التي يقطنها قرابة 15 ألف شخص، ويتواجد فيها معهد دار الحديث للعلوم السلفية الذي يدرس فيه آلاف الطلاب، منهم مئات من جنسيات أجنبية.

ويتهم الحوثيون السلفيين بتحويل المركز إلى ثكنة عسكرية، كما يطالبون بإخراج الأجانب الموجودين في معهد دار الحديث الذي تأسس قبل نحو 35 عاماً.

وكانت حكومة الوفاق دعت الأربعاء جميع الأطراف إلى الوقف الفوري للمواجهات وكل أعمال العنف، وعدم الانجرار للفتن الطائفية أو المذهبية، التي تقوض فرص الاستقرار وتؤثر سلباً على الحوار الوطني الشامل الذي يسعى إلى حل كافة القضايا وإرساء أسس جديدة لبناء دولة يمنية آمنة ومستقرة حديثة ومتطورة.

كما طالبت الحكومة اللجنة الرئاسية المكلفة بحل النزاع وإنهاء التوتر في منطقة دماج إلى التسريع باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالوقف الفوري لإطلاق النار بين الطرفين وإخلاء المواقع والنقاط المستحدثة وإحلال وحدات عسكرية بدلاً منها.

وتقع محافظة صعدة، التي شهدت مواجهات مسلحة بين الحوثيين ونظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح بين عامي 2004-2010، تحت سيطرة الحوثيين الذين أطبقوا سيطرتهم عليها بشكل كلي، وبعض المناطق المجاورة بعد الاحتجاجات الشعبية ضد نظام صالح عام 2011.

وتفجر الصراع بين الطرفين قبل عدة أيام بعد أن كانت لجنة رئاسية نجحت منتصف سبتمبر الماضي في وقف التوتر، وتوقيع اتفاق صلح، غير أن كل طرف يتهم الآخر بخرق الهدنة.

ويأتي تجدد القتال في وقت ما زالت فيه لجنة الوساطة متواجدة في صعده.

المصدر:سكاي نيوز