يمن الواقع

مع استمرار التصعيد الغربي ضد دمشق على خلفية "الهجوم الكيماوي" الذي وقع في الغوطة في ريف دمشق، تتوالى ردود الأفعال الدولية والتصريحات التي تحمل في طياتها مطالبات بمعاقبة نظام الرئيس بشار الأسد، في وقت دعت كل من روسيا وإيران إلى البحث عن حل سلمي للأزمة السورية
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنه ينبغي عدم السماح للحكومة السورية بأن تتمتع بالحماية نتيجة معارضة روسيا للقيام بتحرك في مجلس الأمن الدولي بخصوص صراع سوريا.
وقالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماري هارف "نحن لا نعتقد أن النظام السوري يجب أن يتمكن من أن يحتمي باستمرار روسيا في عرقلة أي تحرك بخصوص سوريا في الأمم المتحدة وسنتخذ قرارنا بخصوص التحرك المناسب."

وقالت هارف إن الخطوات التي اتخذتها روسيا بما في ذلك الاعتراض على 3 قرارات سابقة لمجلس الأمن تدين حكومة الرئيس بشار الأسد تشكك فيما إذا كان المجلس هو المكان المناسب للتصدي للحرب المستمرة منذ عامين.


مسؤول أميركي: ضربات على مدى أيام

وفي سياق متصل، قال مسؤول أميركي كبير إن إدارة الرئيس باراك أوباما تدرس خيارات عسكرية تشمل توجيه ضربات ضد سوريا على مدى أيام.

لكن المسؤول الكبير قال إن الولايات المتحدة لا تعتزم التحرك منفردة إذا اختارت المضي قدما في التحرك العسكري.

وأضاف "نتحدث مع عدد من الحلفاء فيما يتعلق بالمشاركة".

وقال مسؤول آخر في الإدارة الأميركية إن الولايات المتحدة لا تزال تحدد أهدافها لكن يجري بحث شن ضربات تستهدف ردع الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوية في المستقبل وتقليص قدرته على عمل ذلك.

وكان السناتور الجمهوري جون ماكين، وهو من أشد منتقدي سياسة أوباما تجاه سوريا رفض أن تكون الضربات "محدودة".

وقال لشبكة (إم إس إن بي سي) التلفزيونية "لا يمكن احتواء هذا الصراع داخل سوريا ويجب أن نفهم ذلك، ويجب أن نساعد هؤلاء الناس على التخلص من بشار الأسد وأن نعيد لهم قوة الدفع."

موسكو وطهران: لا بديل عن حل سلمي

بالمقابل أكد كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ونظيره الإيراني حسن روحاني عدم جواز استخدام السلاح الكيماوي من أي جهة كانت.

و شددا في اتصال هاتفي على ضرورة البحث عن السبل الكفيلة بتسوية الأزمة السورية باستخدام الوسائل السياسية والدبلوماسية وحدها.

وكانت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء نقلت عن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي قوله إن التدخل الأميركي في سوريا سيكون "كارثة على المنطقة".

واعتبر خامنئي أن "تدخل قوى أجنبية ومن خارج الإقليم في سوريا لن يؤدي إلا إلى إشعال حريق وسيزيد كراهية الشعوب هنا لهم"، وأضاف "هذا الإشعال للحريق يشبه شرارة في مخزن للبارود أبعاده ونتائجه غير معروفة."

وتابع "إذا أقدم الأميركيون على هذا العمل فمن المؤكد أن ضررا سيلحق بهم مثل ما حدث مع تدخلهم في العراق وأفغانستان."

انسحاب روسيا والصين

وكان مراسل سكاي نيوز أفاد في وقت سابق أن مندوبي روسيا والصين، انسحبا من اجتماع الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، الذي يبحث مسودة قرار، بشأن سوريا، تقدمت به بريطانيا.

ويقول المشروع إنه يتعين بذل كل جهد ممكن لضمان تأييد مجلس الأمن لعمل عسكري في سوريا، كما ينص على "السماح باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين" وفقا لما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على موقعه على "تويتر".

ومن جهته أخبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره البريطاني، وليام هيغ، بأن على مجلس الأمن "التريث في اتخاذ قرار بشأن سوريا" إلى حين انتهاء بعثة التفتيش من مهمتها، حسب ما نقلت وكالة "إنترفاكس".

ودعا وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، من جهته، الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى دعم مشروع القرار الذي ستتقدم به بريطانيا.



الناتو: دمشق مسؤولة عن استخدام الكيماوي

وكان سفراء الحلف الأطلسي (الناتو)  قد حذروا من استخدام دمشق السلاح الكيماوي واعتبروا ذلك أمرا غير مقبول، ولا يمكن السكوت عنه، مشيرين إلى أن دمشق مسؤولة عن استخدام ذلك السلاح.

وقال أمين عام حلف الناتو، أندريه فوغ راسموسن، إن استخدام الكيماوي يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين.

وأضاف أن "استخدام أسلحة كيماوية في سوريا لا يمكن أن يمر دون رد، وأن الأوضاع في سوريا يجب أن تبقى قيد المراقبة".



بان: التحقيقات بحاجة إلى 4 أيام

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأربعاء، إن فريق المحققين بحاجة إلى 4 أيام داخل سوريا لإجراء تحقيقاتهم ثم لتحليل العينات التي حصلوا عليها.

وأضاف بان أن الشعب السوري يستحق حلا سلميا للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ 3 سنوات، وأن العالم يجب أن يجتمع لإيجاد حل.

وفي وقت لاحق، أفاد مراسل سكاي نيوز أن بان كي مون تلقى رسالة من الحكومة السورية تتهم فيها المعارضة باستخدام السلاح الكيماوي.

من جهة أخرى، قال المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، الأربعاء، إن القانون الدولي واضح، ويتطلب موافقة مجلس الأمن تجاه أي تحرك عسكري ضد سوريا.

وأدان الإبراهيمي في مؤتمر صحفي في جنيف استخدام "مادة" أدت إلى مقتل المئات في ريف دمشق.



بريطانيا: ننتظر نتائج التحقيق

وأكدت الحكومة البريطانية أنها لن تشارك في أي تحرك عسكري في سوريا قبل معرفة نتائج التحقيقات بشأن استخدام أسلحة كيماوية، وفق مذكرة يتوقع رفعها إلى البرلمان الخميس.
             
وأشار نص المذكرة إلى أن "الأمين العام للأمم المتحدة يجب أن يتمكن من التوجه إلى مجلس الأمن مباشرة بعد نهاية مهمة الفريق"، مضيفا أن "مجلس الأمن الدولي يجب أن تكون لديه فرصة الحصول على هذا التقرير ويجب بذل الجهود كافة للحصول على قرار في مجلس الأمن يدعم أي تحرك عسكري قبل القيام بمثل هذه الخطوة".

وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ استبعد أن تكون المعارضة السورية هي من استخدمت الكيماوي، قائلا "إنها غير قادرة على استخدام الأسلحة الكيماوية".

وقال هيغ إن الأدلة تشير إلى تورط جهة واحدة باستخدام الكيماوي في إشارة إلى القوات السورية الحكومية.

وأضاف أن الأوان قد آن لمجلس الأمن أن يتحمل مسؤولياته تجاه سوريا.



القوات التركية على أهبة الاستعداد

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داودأوغلو إن تركيا وضعت قواتها المسلحة في حالة تأهب لحماية أراضيها من أي تهديدات من جانب سوريا.

وتخشى أنقرة أن تتعرض لهجوم من النظام السوري ردا على أي هجوم عسكري محتمل ضده، ونوه داوودأوغلو إلى أن كل الخيارات لاتزال مفتوحة للحل في سوريا.

المفتشون يزورون الغوطة الشرقية

من جهة أخرى، قام مفتشو الأمم المتحدة بزيارة للغوطة الشرقية، حيث أخذوا عينات من المصابين للتحقيق في صحة حدوث الهجوم الكمياوي، حسب ما أفاد ناشطون الأربعاء.

وقال أحد المفتشين الدوليين في شريط فيديو وزعه ناشطون على موقع "يوتيوب" الإلكتروني "أخذنا عينات كافية من الدم والبول والشعر" من مصابين. "إذا  كان هناك شيء إيجابي، سيظهر".

وردا على سؤال عما إذا كانت العينات كافية لتشخيص ما إذا كان الهجوم الكيماوي حصل، قال المحقق الدولي "لا مشكلة. إذا كان هناك (أمر) إيجابي، يظهر حتى لو بعد أسابيع".

وكان المفتش يتحدث من داخل مشفى ميداني في منطقة لم تحدد في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وكان فريق خبراء الأمم المتحدة زار معضمية الشام جنوب غربي دمشق الاثنين في إطار المهمة ذاتها. وعلقت المهمة، الثلاثاء، بسبب "مخاوف أمنية"، حسب الأمم المتحدة.

وتقع المعضمية والغوطة الشرقية تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

وقال الناشط الاعلامي أبو نديم من منطقة دمشق في اتصال مع وكالة "فرانس برس" إن دمشق "نفذت اليوم تعهدها بوقف إطلاق النار للسماح للجنة محققي الأمم المتحدة بزيارة الغوطة الشرقية التي شهدت هدوء غير اعتيادي، ولم نسمع حتى تحليقا للطيران".

وأشار ناشطون إلى أن الزيارة شملت زملكا وعين ترما.

وقال أبو نديم أن محققي الأمم المتحدة كانوا "في حماية قائد لواء البراء عبد الناصر شمري الذي استقبلهم ورافقهم، وعمل عناصر اللواء على حمايتهم  خلال الجولة".

وأشار إلى أن زملكا "كانت لها الحصة الأكبر بالشهداء والإصابات الخطرة".

وغادر وفد الأمم المتحدة الفندق الذي ينزل فيه في دمشق الساعة العاشرة صباحا (7.00 بتوقيت غرينتش)، وعاد اليه قرابة الرابعة والنصف (13.30بتوقيت غرينتش).

المصدر:سكاي نيوز